‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع مفضلة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع مفضلة. إظهار كافة الرسائل

السبت، أبريل ٢٦، ٢٠٠٨

{ نصائح من ذهب ~

لا تمتنع عن الضحك خشية أن يصفك الآخرون بالغباء

ولا تمنع دموعك خوفاً من أن ينعتك الناس بالحساس

ولا تمتنع عن المبادرة خشية أن يقول الناس عنك بأنك فضولي

ولا تتوقف عن التعبير عن مشاعرك خشية أن تظهر حقيقتك

ولا تخشى من عرض أفكارك وأحلامك أمام الناس خوفاً من فقدانهم

الذي يحب الآخرين قد لا يحبه الآخرون

والذي يعيش - حتما - سيموت

والذي يضع الآمال قد لا يحققها والذي يحاول قد يُخفق

إلا إن المغامرة لا بد منها، لأن أعظم مغامرة عدم المغامرة، والذين لا يغامرون لا يفعلون شيئاً ولا يملكون شيئاًً وليسوا بشيء ولن يصبحوا شيئاًً..

قد يتجنبون الألم إلا أنهم لن يتعلموا الإحساس والتغيير والنضج والحب والحياة لقد استعبدوا أنفسهم وحصنوا حريتهم، من يغامر هو الحر حقاً.

{ مرحباً بالنقد لـ: د.خالد بن صالح المنيف ~

تحدثت الأسبوع الماضي عن القواعد الأساسية التي تجعل منك ناقداً مهذباً مؤثراً، وسأتحدث اليوم عن الطرف الآخر في معادلة (النقد) وهو كيفية التعامل مع النقد وسأهديك مفاهيم تجعل منك شخصاً قوياً قادراً على التفاعل الإيجابي مع النقد الصادق, عصياً على النقد (الآثم) وإليك تلك المفاهيم:

قاعدة أساسية

من الضروري ابتداء التفريق بين مبدأي (تقبل وقبوله) فأنت مطالب دائماً بتقبل النقد كسلوك اجتماعي والترحيب به ويعني الإنصات للمنتقد وعدم الهجوم عليه بتحقيره ونبش ماضيه مع التجاهل التام لكل ما أورده الناقد من ملاحظات، أما قبول النقد فيعني التفاعل مع مضمونه والاعتراف به والرغبة في إصلاح الأمور واستدراكها.

كيف نميز؟

والمعيار الأقوى للتمييز بين ما يقبل وما يتقبل هو صوت الضمير الداخلي وهي تعني أن تقف قبل أن ترد على مسافة تمكنك من تمحيص الرد بعيداً عن الهوى والتعصب، بحيث تتمكن من تقيم الرأي فإن كان في محله فيقبل وإن وجدته في غير موضعه قد حمل تعسفاً فيرفض ويكتفى بالتقبل دون القبول.

متى نرفض النقد؟

* يستحسن التأمل في حالة الناقد حيث إن كثيراً من الناس لديه خريطة ذهنية مخالفة تماماً للواقع فربما لم يفهم الأمر كما ينبغي أو لعله توهم سماع كلمة أو بنى على خبرات سابقة.

* لربما انتقد البعض وقد أثرت عليه عوامل أخرى وجعلت نقده غير موضوعي حيث إن بعضهم يجنح للنقد وهو في حالة شعورية سلبية كامنة في أعماقه كحسد أو غيرة أو غضب وقد وجد في النقد متنفساً لتلك المشاعر.

* عندما يكون الناقد لا يملك معرفة ولا خبرة تؤهله للانتقاد وليس قريناً للمُنتقد كمن ينتقد طبيباً وهو لايفقه في الطب شيئاً أو جاهلاً يخطئ عالماً

* هناك أشخاص تحكمهم قيم ومعتقدات تحتمل (الصواب والخطأ) فيسحبونها على الآخرين بكل تفاصيلها، فمثلاً هناك من يرى أن النوم بعد العاشرة سهراً لذا تراه ينتقد وبشدة كل من يتجاوز هذا الوقت، وهناك من يبالغ في تقدير النظافة فهو يرى أي تقصير صغير قذارة بالغة وهكذا..

* كما يجب أن ينتبه إلى أن هناك من ينتقد ليبرز نفسه ويثبت ذاته كمن ينتقد أحد المفكرين والمشاهير ليثبت أنه قادر على مجاراتهم وأنه ندٌ لهم لكي ينال الإعجاب والتقدير..

نتيجة منطقية

إن أصابك غبار (النقد الآثم) فهو دليل جلي على عظمتك وتفوقك فلا يرمى في الشجر إلا المثمر والأسود الميتة أبداً لا تُركل!

وأفضل رد على هذا النقد(الآثم )هو أن تتثاءب وتنساه!

ولا الخبث يخدعني

* احذر من مكر البعض وخبثه فلربما بدأ حديثه بلين ورفق كأن يقول: (لولا حبك ما قلت لك أو يقول لك إن هذا الكلام في مصلحتك) والحقيقة أن مصلحتك هي آخر همه فكل ما يريده هو أن يشبع (أناه المريضة) بالنيل منك و(سلخك) ليضع مظلة شرعية على سوء نيته (ولتعرفنهم في لحن القول).

أساليب التعامل مع النقد

1- الأسلوب الأول هو (الاعتراف) بالنقد وهو يعني أنك تتفق مع الناقد بقناعة تامة دون أي ضغوط ولو فعلت هذا فأنت تسدد ضربة محكمة لتقديرك لذاتك، كأن يقول لك أحدهم إنك تحتاج لمزيد من الحرص فلو قال لك أحدهما إنك دائماً ما تترك سيارتك في الشمس فهنا لست مطالب إلا بقول: شكراً لك فقط. وهناك حالات تستدعي الاعتذار والتوضيح وهي الحالات التي ننال فيها من الآخرين فيما لو تأخرت على أحدهم وبادرك بانتقاد على هذا التأخر فهنا أنت مضطر للاعتراف وشرح سبب التأخير.

2- الأسلوب الثاني هو(التعتيم) وهو أقرب ما يكون باتفاق جزئي مع المنتقد ويكون هذا عندما يكون بعض ما قيل في النقد صحيحاً فمثلاً عندما يقول زوج لزوجته: أنت لا يعتمد عليك حيث أهملتِ الأولاد ولم توقظيهم للمدرسة وسوف تفسدين مستقبل الأولاد .. والاستجابة الأنسب هي الرد ب (نعم صحيح نعم لقد فات علي إيقاظ الأولاد للمدرسة) دون الالتفات إلى جملتي (لايعتمد عليك) وجملة (إفساد مستقبل الأولاد) فهما مبالغتان وتهويل لا تلفت إليهما أبدا.

3-الأسلوب الثالث هو (الاستقصاء والتدقيق) ويستخدم هذا الأسلوب عندما يجنح الناقد للعموميات أو حال غموض مقصد الناقد فعندما يقول لك مديرك: أنت موظف مهمل فهنا يجب عليك أن ترد عليه بقولك عفواً, يمكن أن تحدد لي مهمل في أي شيء؟

وإذا قالت لك زوجتك: أنت شخص لاتحترمني فهنا يجب أن ترد عليها كيف لا احترمك؟ وماهي التصرفات التي تدل على احترامي لك؟ وماهي التصرفات المطلوبة التي تدل على احترامي لك؟ وهو ما يسمى بلغة ميتا في البرمجة العصبية اللغوية.

نية حسنة وسلوك سيء

هناك حالة كثيراً ما تتكرر وهي عندما يصدق النقد ويسوء الأسلوب وهي كمثل وجبة جيدة قدمت على طبق قديم وإن شئت فقل هي كجرعة الدواء المرة والعاقل هنا يتفاعل معها بحكمة منها فلا تزغ نظرك عنها ولا يجفل قلبك من تقبلها وحاول أن تفصل عواطفك عن حقيقة الأمر وأن تقبل هذا النقد كهدية مقدمة إليك وهذا أيضاً لايمنع من توجيه المنتقد نحو الاعتناء بحسن الأسلوب.

ومضة قلم

قلت ابتسم لم يقصدوك بذمهم

لولم تكن منهم أجل وأعظما

***

الخميس، أبريل ٠٣، ٢٠٠٨

بعض الظن .. غباء أيضاً .. لـ: فهد عامر الأحمدي :)


استمتع دوماً بمتاعبة زوايتي المفضلة { حول العالم } التي يكتب فيها الكاتب الرائع : فهد عامر الأحمدي ..
في جريدة الرياض .. لهذه الزاوية كما لا يخفى على الكثير .. الكثير من الفوائد والمتعة ... اشكر الكاتب عليها واوجه له شكري وتقديري .

مقالة أمس كانت ملفته و ممتعة بذات الوقت ...


{ بعض الظن.. غباء أيضاً }

فهد عامر الأحمدي
قبل بضعة أعوام قررت السفر إلى إيطاليا ومشاهدة أعظم آثار روما والبندقية. وكعادتي - قبل كل رحلة - قرأت أدلة وكتبا سياحية كثيرة عن هاتين المدينتين بالذات.. ولفت انتباهي حينها كثرة التحذير من التجول في الشوارع المحيطة بمحطة القطار الرئيسية في روما (وتدعى تيرميني). وذات يوم كان علي الذهاب لتلك المحطة بالذات لتصديق تذكرة القطار الأوروبي. وفور نزولي من التاكسي فوجئت بشاب غريب الهيئة ينادي علي بلغة لا أفهمها. غير أنني تجاهلته وأسرعت الخطى نحو المحطة ولكنه استمر في السير خلفي والصراخ عليّ بصوت مرتفع.. فما كان مني إلا أن هرولت - ثم جريت - فجرى خلفي مناديا بحدة حتى اضطررت للتوقف ومعرفة ماذا يريد.. وحين وقف أمامي مباشرة أخذ يتحدث بعصبية وصوت غاضب - وكأنه يلومني على تجاهله - في حين كان يريد إعطائي محفظتي التي سقطت فور نزولي من التاكسي.

هذا الموقف - الذي أخجلني بالفعل - يثبت أن بعض الظن إثم وأن تبني الآراء المسبقة يحد من تفكيرنا ويحصره في اتجاه ضيق ووحيد..

وكنت قد مررت بموقف مشابه قبل عشرين عاماً في جامعة منسوتا حين كنت أتناول طعامي بشكل يومي في "بوفية" الطلاب.. فخلف صواني الطعام كان يقف "الطباخ" وبعض العاملين في البوفية لمساعدة الطلاب على "الغَرف" واختيار الأطباق.. ولفت انتباهي حينها عاملة يهودية متزمتة تعمل في المطعم (وأقول متزمته بناء على لبسها المحتشم وطرحتها السوداء ونجمة داوود حول رقبتها). وأذكر أنني كرهتها من أول نظرة - وأفترض أنها فعلت ذلك أيضا - وكنا دائما نتبادل نظرات المقت والاشمئزاز بصمت.. وذات يوم رمقتها بنظرة حادة فما كان منها إلا أن اقتربت مني وأمسكتني من ياقة قميصي وهمست في أذني "هل أنت مسلم؟" قلت "نعم" فقالت "إذا احذر؛ ما تحمله في صحنك لحم خنزير وليس لحم بقر كما هو مكتوب"!!

... وكنت قد قرأت - في مجلة الريدر دايجست - قصة طريفة عن دبلوماسي أمريكي تلقى دعوة لحضور مؤتمر دولي في موسكو (في وقت كانت فيه حرب الجواسيس على أشدها). وقبل مغادرته مطار نيويورك حذرته وزارة الخارجية بأن الروس سيتجسسون عليه وسيضعونه في فندق خاص بالأجانب يمتلئ بأجهزة التنصت.. وهكذا ما أن دخل غرفته في الفندق حتى بدأ يبحث عن أجهزة التنصت المزعومة - والميكروفونات المدسوسة - خلف اللوحات وفوق اللمبات وداخل الكراسي بل وحتى داخل التلفون نفسه.. وحين كاد ييأس نظر تحت السرير فلاحظ وجود سلكين معدنيين (مجدولين حول بعضهما البعض) يبرزان من أرضية الغرفة الخشبة فأيقن أنه عثر على ضالته. فما كان منه ألا أن أحضر كماشة قوية وبدأ بفك الأسلاك عن بعضها البعض ثم قطعها نهائيا - قبل أن يصعد على سريره لينام. غير أنه سرعان ما سمع صفارة الاسعاف وأصوات استنجاد وصراخ من الطابق السفلي فرفع السماعة ليسأل عما حدث فأجابه الموظف في مكتب الاستقبال: "لا تقلق يا سيدي؛ سقطت النجفة المعلقة أسفل غرفتك على رأس المندوب البلجيكي"!!

مرة أخرى أيها السادة...

بعض الظن ليس إثما فقط؛ بل ويحصر تفكيرنا في اتجاه ضيق ووحيد!!